يأتي ميلاد الاتحاد من أجل المتوسط كامتداد حي لمشروع سابق يسمى (مسار برشلونة)، الذي لم يوفق في تحقيق ما كان يصبو إليه من مشاريع لصالح دول حوض البحر الأبيض المتوسط حتى إنشاء مسار جديد لتحقيق ما لم يتم انجازه سابقا، وفي إطار نظام عالمي جديد، يرعاه السبعة الكبار وصندوق النقد الدولي والبنك العالمي ومنظمة التجارة العالمية.<br>والمسار الجديد برؤاه وطموحاته وأهدافه، المتمثلة في تشجيع التبادل العلمي والثقافي وإقامة حوار بين الحضارات. كما أن مبادئ الاتحاد من أجل المتوسط تقوم على تنظيم الهجرة السرية والجريمة المنظمة والإرهاب العابر للحدود، والاهتمام بالبيئة خاصة سلامة مياه البحر الأبيض المتوسط وتكريس مبادئ الحرية وحقوق الإنسان وإرساء معالم الديمقراطية في دول المنطقة.<br>لكن هناك معوقات تواجه الاتحاد أبرزها الصراع العربي-الإسرائيلي والخلاف المغربي الاسباني حول سبتة ومليلة والمغرب والصحراء الغربية والتشنج السوري اللبناني فضلا عن النزاعات الساكنة كحال قبرص وأيضا، امتعاض تركيا في عضوية الاتحاد وأن يكون ذلك على حساب مسعاها في دخول الاتحاد الأوروبي؟ تعثر الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الضفة الجنوبية للمتوسط؟، الوصاية المالية التي يمارسها الاتحاد الأوروبي على دول الجنوب والشروط القاسية لتمويل المشاريع؟، وهي مؤشرات من شأنها أ تهدد هذا الوليد .<br>هذه الانشغالات وغيرها هي ما يحاول الإجابة عليها المؤلف في هذا الكتاب .
