عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، عاشت العلوم الإنسانية والاجتماعية عصرها الذهبي (1945-1960): إنها تستكشف المستقبل بطمأنينة في خضم عملية التقدم. إن التساؤلات المتضمنة بشأن مدى فاعلية العلوم الإنسانية، النظرية والممارسة وطبيعة انخراط الباحث هي قضايا متكررة. ولهذا الغرض فقد انتظمت في مجموعة من البراديجمات أو الأنساق النظرية. لكن، اليوم كل شيء تغير... وتوطن الشك والقلق بعدما وضعت العولمة محل ريبة، الإطار الكلاسيكي للتحليلات. إذ تضخم عدد الباحثين والصورة الكلاسيكية "للمثقف" صارت مهددة بالزوال. لكن، هناك بذور أمل وتوجهات بدأت تحل مكان نظريات، براديجمات ومناهج الماضي القريب. فهل يتعلق الأمر بأزمة عابرة، أم بعملية تراكم معارف مشتتة؟ أم أن المسألة لا تتعدى بزوغ أفق جديد من عملية التحول؟ لتناول هذه التغيرات بأساليب متفتحة تربط بين اختصاصات علوم إنسانية متعددة...
