يهدف هذا الكتاب إلى التعريف بمجموعة من مؤسسات الإعلام والاتصال ، من حيث النشأة والظهور والوظائف، تناول فيه المؤلف هذه المؤسسات من ناحيتين متكاملتين هما: الأولى: هي الناحية البنيوية حيث سنتطرق إلى هيكلة هذه المؤسسات.
الثانية: هي الناحية الوظيفية وتتعلق بوظيفة هذه المؤسسات ودورها في المجتمع الموجودة فيه.
وأبرز مرحلة أردنا إيضاحها من خلال الكتاب هو النظر إلى وسائل الإعلام والاتصال كمؤسسات ذات بعدين:اقتصادي وثقافي ،وهو ما يميزها عن باقي المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى .
ذلك أن وسائل الإعلام والاتصال خضعت منذ ظهورها لعاملين اثنين: أولهما العامل الاجتماعي :حيث تظهر المؤسسة الإعلامية أو الاتصالية استجابة لحاجة اجتماعية في مرحلة من المراحل التاريخية ، والثاني هو العامل التكنولوجي؛ حيث كان دائما يضيف إلى هذه المؤسسات بعدا هاما يتمثل في الاستفادة من الزيادة في السرعة، مما يعمم انتشار هذه الوسائل ورسائلها بسرعة والانخفاض في التكلفة، الذي ينتج عنه امتلاك فئات اجتماعية واسعة لهذه الوسائط. لذلك فإننا كمجتمعات تنتمي إلى هذا العالم الفسيح أصبح قرية كونية صغيرة مدعوون للمساهمة فعليا في تسيير حاجاتنا الاتصالية والإعلامية بشكل يجعلنا شركاء لا تابعين، نقوم باستهلاك مزدوج للوسائط والمضامين معا، دون الأخذ بزمام المبادرة ...
