سقط حلف (وارسو) بعد سقوط دواعي وجوده، ولم يسقط حلف (الناتو) رغم سقوط دواعي وجوده مع نهاية الحرب الباردة، ومثلما حدث للأحلاف التي قامت في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، إلا أن استبقاء حلف (الناتو)، وتعديل مهامه بصيغة "ابتكار" أسباب جديدة لتعليل الحفاظ عليه، ومن ذلك تحويله من حلف دفاعي، لقوة رادعة لخصم عنيد مسلح، إلى حلف "يردع بالقمع".
لقد تم طرح شعار "الإسلام عدو بديل" مع مطلع التسعينيات من القرن الميلادي العشرين، وانتهت إلى طرح عناوين "الحرب على الإرهاب" و"الحروب الوقائية" مع مطلع الألفية الميلادية الثالثة، ثم الخطوة التالية بتعديل البنية الهيكلية بما يتناسب مع تحويل "المجال الجغرافي" من أوروبا إلى "هلال الأزمات"، أثناء تعديل المهام الأطلسية، على المنطقة الإسلامية بين المغرب وإندونيسيا قبل أن يطلق عليها لاحقا وصف "الشرق الأوسط الكبير!!". ثم إخراج الحلف من الأمم المتحدة. وأخيرا التطور العملي للحلف من حروب مدمرة، انتقلت تدريجيا من البلقان إلى أفغانستان فالعراق وليبيا، وتحولت الحروب الأطلسية بامتياز إلى حروب أمريكية صرفة.
(الناتو) ووظائفه الجديدة ومهماته في الخارج؟ ومخاوف روسيا من تمدده شرقا؟ التحديات والآفاق المستقبلية؟ الخيارات المتاحة للعرب من التوسعية الأطلسية؟. هذه التساؤلات وغيرها هي ما يحاول الإجابة عليها المؤلف.
1 الساحة المركزية بن عكنون - الجزائر -