ومما هو أقرب إلى اليقين الملموس أن هذه الرموز الطاغية على ابداعات الكتاب (المبدعين) المغاربيين بالفرنسية، كانت بالنسبة إلى هؤلاء السابحين في مشاعرهم الوطنية الخالصة أحد عزائهم فيما يحسون به من غبن واغتراب وحرمان إزاء إرادتهم واشرئبابهم دائما إلى شحن وظيفة فقرية لم تستطع اللغة التي عبروا و يعبرون بها أن تسمنها أو تغنيها أو تقوم مقامها.<br>هذه العناصر النابعة من ينابيع رقراقة صافية، من وطن، ودين، ولغة، وتاريخ وثقافة، ومن صورة أب بجلبابه وعصاه وعمامته، وهو يركب دابة أو يمتطي جوادا ومن حنان أم بقامتها الرشيقة، ووجهها المصقول، وعبائتها الفضفاضة، ومنديلها الصوفي أو الحريري، وكسكسها المفتول بيدين صَناعَيْن، حتى لو كتبوا بلغات الدنيا كلها، لن تعوضهم منها عنصرا واحدا، وهذا ما عبر عنه رشيد ميموني على ألسنة حال سارديه في رواية " لن يكون الربيع إلا أجمل" مرات ومرات، تلفظ بذلك ساردون عمليون وساردون مشاركون وآخرون ظِلِيون، لكن من الأماني ما يتحقق واقعا معيشا، ومنها ما سيبقى أضغاث أحلام، في مجتمع تتفاوت فيه التوازنات وتتضبب في المُثل.
1 الساحة المركزية بن عكنون - الجزائر -