إن التطور الملفت الذي حصل في اقتصاديات الدول والتوسع الهائل الذي حدث في حجم المعامالت، والذي قابلها نموا وتوسعا في الحاجات لدى األفراد والشعوب، تتطلب وجود وسيلة للتبادل لتلبية هذه الحاجات وحل بعض المشاكل الناتجة عن ذلك التطور، فتمثلت في ظهور النقود، الذي ال ينكر إال جاحد أن إكتشافها من طرف االنسان له أهمية كبرى قد تساوي أو تفوق اكتشافه للنار. ومن ثم بدأ الناس ينظمون استهالكاتهم وبدأ التخصص وتقسيم العمل يظهر أكثر فأكثر، مما حدى بالنظام النقدي أن يخطو خطوة أخرى ـ مثل النظام االقتصادي ـ متجاوزا إشباع الحاجات إلى تحقيق الفائض لمبادلته والحصول على الربح النقدي، فظهرت مؤسسات تشرف عليه، فكانت المؤسسات والمنظمات المالية والنقدية، والتي أصبحت تلعب دورالوساطة بين ذوي الفائض وبين ذوي العجز. ولما تعددت المؤسسات وتطورت إلى أن أصبحت تخلق نوع من النقود لم تكن موجودة من قبل )نقود الودائع(، فبدأت تظهر المشاكل النقدية من تضخم وكساد، فتطلب وجود أفكار تعالج هذه المشاكل، فتمثلت في ظهور النظريات والسياسات النقدية بمختلف أنواعها. هذا ماسأتناوله في هذا المؤلف المتواضع الموسوم بـ:" أساسـيات في االقتصـاد النقدي والمصرفي" موجه إلى طلبة الجامعات والمعاهد ليعينهم في فهم مادة االقتصاد النقدي والمصرفي أكثر ويكون لهم مرجعا إضافيا ينير دربهم في مختلف تخصصاتهم، على اعتبار أن معظم فصوله يدخل ضمن المنهاج المقرر من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
1 الساحة المركزية بن عكنون - الجزائر -