موضوع هذا الكتاب عن بلادنا في ظل الصنهاجيين، وهؤلاء قد ساسوا البلاد ولم يألو جهدا في تطويرها عمرانيا وحضاريا. وقد حدثنا عنهم المؤرخون القدماء، ولكنهم عنوا بالوقائع الحربية والنزاعات السياسية أكثر من عنايتهم بالناحية الحضارية، فبقيت الأخبار المتعلقة بالتاريخ الحضاري مغمورة وسط الأحداث السياسية، جاء هذا العمل ليسد هذه الثلمة، حتى يكون بحثنا استمرار للجهود وإثراء لها.<br>حيث سنعتني بجميع جوانبه السياسية منها والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والفنية والثقافية والحضارية، ذلك أن الأحداث الجمة التي عرفتها الدولة الصنهاجية لم تحل دون بروز حركة ثقافية وعلمية مزدهرة شيدت المدارس والمساجد وطورت الصناعة وتنوعت الرحلات العلمية إلى أقصى البلاد الإسلامية، وربطت علاقات تبادل مع المراكز العلمية في الأندلس وبغداد ومصر ونسيبور، وشجعت العلماء مما جعل هؤلاء يقبلون عليها من كل فج عميق.
1 الساحة المركزية بن عكنون - الجزائر -