لطالما تواجه عبد الله العروي ومصطفى الأشرف وهشام جعيط في قسم كبير من أعمالهم مع مسألة استعمار المغرب الكبير. لم وقع الاستعمار؟ ما هي العوامل المحلية والدولية التي جعلت حدوثه ممكنا؟ وما هي نتائجه الفورية واللاحقة وحتى الحالية على المجتمعات التي عانت منه؟ لا تزال هذه التساؤلات تستحوذ إلى غاية يومنا الحالي على التأملات والثقافة والفكر في مغربنا الكبير.
يتطرق هذا المؤلف الذي يعد صدى لتلك التأملات لتاريخ الجزائر خلال القرنين الثامن والتاسع عشر. يخوض في الوضعية التي كان البلد يقبع فيها والعلاقات في البحر المتوسط. يسعى للإجابة جزئيا على التساؤل : في حين أن البلدان الأوروبية دخلت في مرحلة تغيرات سريعة منذ 1750، ماذا عن التطور الذي كانت الجزائر تعرفه؟ على العموم، يمكن استجلاء تحولات سريعة وعنيفة وعميقة ناتجة عن السياسة الاستعمارية منذ 1845. إلى جانبها، ينبغي أن يتم التنويه بالبنيات والهيكليات الاجتماعية التي نجحت في الاستمرار على الرغم من الواقع الاستعماري الذي كانت الجزائر تقبع فيه.
1 الساحة المركزية بن عكنون - الجزائر -