كتب ألكسي دوطوكفيل هذه النصوص عن الجزائر في بدايات غزو فرنسا لها واحتلالها فيما بعد، شرح فيها (باعتباره نائبا في الغرفة السفلى من البرلمان الفرنسي ثم وزيرا لخارجيتها) نظرته للغزو وكيفية الاحتلال وتوطيد القدم في الجزائر بالاستيطان. لذا فهي توضح فلسفته الاستعمارية، وتبرز بعض الرؤى والأفكار التي طبقت في الميدان فيما بعد، كما تحفل بملاحظات دقيقة وتعاليق – صحيحة إلى حد ما – عن العرب (أي عن سكان الجزائر بكل أطيافهم، وليس بالضرورة العرب فقط بالمعنى الضيق للكلمة). وعاداتهم وتقاليدهم، وفيها تحاليل لأنماط حياتهم.....ومن ثمة فهي فلسفة بحتة للاستعمار وتنظير معمق له وقواعد أساسية لتطبيقه، وهكذا يمكن إدراجها (باطمئنان)ضمن التراث الاستشراقي باعتبارها نظرة إلى الآخر. وكانت عند كتابتها وثائق رسمية بما أنها كانت في معظمها تقارير خبرة أنجزت لفائدة هيئة رسمية (الغرفة السفلى من البرلمان الفرنسي) اتخذتها أساسا وخلفية لقوانين كانت تتعلق بالوجود الفرنسي في الجزائر وتشرع له.
1 الساحة المركزية بن عكنون - الجزائر -