لقد اعترفت الأنثروبولوجية الفلسفية " بالطبيعة الأساسية" للإنسان، ؤ قدرته على إثراء الحياة الإنسانية، وانبثق عن هذا الاهتمام الأصيل خطاب أنثروبولوجي-فلسفي موجه للإنسان يحثه على الخلق و الإبداع، وهذا ما شكل فعلياً و واقعياً الأرضية التنويرية التي أدت الى بروز الذات الفاعلة ، و بدورها أرست أسس و دعائم الحداثة في كل المجالات.
ارتبطت فلسفة الذات في نطاق الأنثروبولوجية الفلسفية بدراسة العلاقة الوثيقة بين فكر الإنسان و جسده. فالذات تبقى تعيش على أوضاع ما أفرزه التراث الفلسفي-الإنساني من محطات حضارية تنويرية ، يجب في كل الحالات التعلمل معها ، ولذا من العبث أن ننكر وجود ذات القدرة و الإنهمام ، ذات تأخذ على عاتقها تغيير الأوضاع و المواقف ، و تقدم البديل ضمن تصور أكثر تفتحاً.
1 الساحة المركزية بن عكنون - الجزائر -