في هذا الكتاب يهمنا أن نؤكد أهمية مرحلة الطفولة المبكرة في عمليات التربية والتعلم والاكتسابات المختلفة التي بإمكان الروضة توفيرها للطفل لأن منطلقها الأساسي يكمن في التنمية الشاملة لشخصيته. ومنه، تتجلى أهمية هذه المرحلة على اعتبارأن أي توقف أو تأخر للعمليات النمائية سيتطلب بذل الكثير من المجهودات الإضافية المضاعفة لتداركها في المراحل التالية. ومن ثمة، يحمل القائمون على تربية طفل ما قبل المدرسة مسؤولية إعطاء لكل طفل إطارا حياتيا وتنظيما فعالا للنشاطات المساهمة في استقلاليته ومنحه كل الإمكانيات ليعيش تجاربه الأولى مع التزامه بتعلمات جديدة، وذلك من خلال الكشف عن حاجات كل طفل وتوفير شروط التجريب والاكتشافات التلقائية، والعمل على تشجيع النشاط المنظم قصد المحافظة على المستوى المطلوب حتى يتمكن الطفل، من خلال ألعابه، أن يبني طرقه الخاصة ليفهم ذاته والمحيط.
1 الساحة المركزية بن عكنون - الجزائر -