العقْلُ نورٌ رُوحاني، وجوهرٌ مضيءٌ، أَوْدَعهُ اللهُ سبحانه في دِماغ الإنسان، ليتمكَّن من قَبول العلم وفَهم الخطاب. وهو هِبَةً جليلة تعيِنُ الآدميَّ على كبح شهواته، والسيطرة على غرائزه. وبدون العقل لا يمكن للإنسان أن يُدرك ما حوله والاستفادة من تجاربه. كما له أثره في التَّمييز بين الخير والشرِّ، والنافع والضارِّ، والحقِّ والباطل، والحسن والقبيح...
لهذه الميزة أَوْلَى القرآنُ الكريم والسُّنةُ النبوية هذه القوة عنايةً خاصَّة، وأَعْليَا من منزلة الفهم وكمال العقل، وحسْن القَريحة وجوْدة التفكير. بل إن الشرعَ الحكيم قد علَّق التكليفَ بهذه القوة المدركة، واعتبرها شرطا في ذلك. فجاء هذا الكتاب مُبْرزاً قيمة هذه القوة المدركة في فهم نصوص العقيدة والتشريع، وداعياً إلى حمايتها من كلِّ ما يضرُّ بها...وهو ما أعْطَى لهذا المُصنَّف ميزةً تدْعُو إلى اقْتِنائه وقراءته
1 الساحة المركزية بن عكنون - الجزائر -