هذا الكتاب إذا أعجب بالرجل قومه وأصدقاؤه ومحضوه الحب والتقدير وأحلوه مكانة فذة بينهم فإنه لا شك رجل عظيم، ولكن إذا أعجب مع الأقارب والأصدقاء أقوام آخرون لا يمتون إليه بصلة فهو لا شك في قمة العظمة، فالمعجبون بالرسول إعجابا يفوق كل وصف، والمغرمون بحبه غراما يتجاوز كل حدهم المؤمنون به، والتابعون لدينه، والسالكون لنهجه. ولكن هذا الإعجاب تجاوزهم إلى أجانب لا يؤمنون به ولا يدينون بدينه، ولا يمتون إليه بصلة الإعجاب والتقدير لشخصيته العظيمة، ودينه القويم، وللكتاب السماوي المنزل عليه، فترفعوا على التعصب، وتساموا عن مستوى الطغام المناكيد الذين يشوهون الحقائق بالخداع والدهاء والوهم والحيل الكاذبة والمؤامرات المضللة، فكتبوا عن الرسول وعن القرآن الكريم والإسلام والمسلمين، فكانت كتاباتهم وأبحاثهم علمية خالصة، صادقة منطقية بريئة لا حقد فيها ولا تعصب، ولاكذب ولا تضليل، ولا تحريف ولا تشويه، ولا طمع ولا رياء.فهؤلاء المنصفون من الأجانب عظماء أبطال في نظري ونظر كل منصف،لأنهم أقوياء في مواقفهم تجاه الحق. أحرار في تفكيرهم، منصفون في أحكامهم، أمناء على رسالتهم في الحياة كمفكرين وكاتبين. وإليك – قارئي الكريم – طائفة من هؤلاء، يثيرون عجبك ، وينتزعون تقديرك واحترامك، ويجعلونك تزداد يقينا بأن الشمس الساطعة في رائعة النهار لا ينكرها إلا (الأعمى).
1 الساحة المركزية بن عكنون - الجزائر -