المتتبع للشخصية السيكوباتولوجية في الواقع المغاربي و في غيره من الأوساط الاجتماعية و الثقافية يكتشف بأن تناول موضوع الشخصية المغاربية كثيرا ما تغافلت الطروحات النظرية المختلفة عن بعده الثقافي الذي يعد من الأبعاد الأساسية لهذه الشخصية.
هذه الدراسة جاءت لتسد هذه الثغرة و تسهم في إرساء قواعد لإطار نظري و مرجعي ثقافي يتناغم مع واقع الإنسان المغاربي و معاناته من خلال اهتمامها بالمدلولات التي لها علاقة وثيقة بمفهوم الشخص المغاربي و بمكونات و محددات شخصيته التي بإمكانها أن تؤثر بشكل مباشر على نفسية الفرد و على توافقه الاجتماعي و الثقافي و أن تبحث في العلاقة التي يمكن أن تجمع بين التأثيرات الثقافية و الأشكال السيكوباتولوجية المختلفة و ما يميزها من خصائص إكلينيكية و وبائية و أن ترصد في النهاية أساليب و طرق التكفل بها من قبل الأطباء و الأخصائين النفسيين على مستوى المؤسسات الاستشفائية و العيادات الخاصة.
