منذ التدافع الأوروبي والتخاطف على احتلال إفريقيا ومرورا بمراحل العولمة المختلفة، وما بعد نهاية الحرب الباردة وتدشين النظام العالمي الجديد سنة (1991م) عانت الدول الإفريقية الكثير من التهميش، خاصة لجهة المشاركة في الاقتصاد العالمي، وتدني نمو القطاعات الإنتاجية، وبالتالي، زيادة عبء المديونية الخارجية.
ونظرا لثراء القارة الإفريقية في مواردها الطبيعية كان التنافس الدولي عليها، خاصة بعد التراجع النسبي لنفوذ الإمبراطوريات الأوروبية السابقة لصالح الولايات المتحدة، التي أرست مبكرا مشروع القرن الإفريقي الكبير بالتوازي مع مشروع الشرق الأوسط الكبير.
ويشكل تأسيس قيادة (أفريكوم) منعطفا بارزا في خريطة (البنتاغون) الدولية ودخول الولايات المتحدة حلبة الصراع مع القوى الأوروبية والآسيوية على النفوذ والثروات الإفريقية، وخاصة بعد أحداث (2001/09/11م) وتزايد أخطار تنظيم القاعدة في القرن الإفريقي والبلدان المطلة على الصحراء الكبرى، وبذلك يتجاوز الحضور الأمريكي السياسي والاقتصادي في إفريقيا إلى الحضور العسكري، في ظل مكانة المنطقة الجيو سياسية خاصة بعد ظهور احتياطي بترولي وفير ومعادن صناعية مهمة.
فما هو مشروع القرن الإفريقي الكبير؟ النشاط الفعلي لقيادة أفريكوم وردود الفعل على إقامتها؟ الصراع الدولي في القرن الإفريقي؟ تجمع دول الساحل والصحراء في محاربة الإرهاب؟ أبعاد التدافع العالمي على إفريقيا؟ السودان وهواجس الانفصال وتداعياته؟ هذه المؤشرات وغيرها من التساؤلات هي ما يحاول المؤلف وضعها في الميزان والإجابة عليها.
1 place centrale de Ben Aknoun - Alger