وأحسب أن تحليلا ّ لأثر أدبي أو فني لا يأخذ في حسبانه، أو على عاتقه، ما يسمى حتى الآن الوظيفة ً الشعرية بمصطلح جاكبسون أو الأسلوبية أو الجمالية المنسوبة لريفاتير، سيظل تحليلا أعشى، خاصة ً على الشعر وحده دون سائر ً بأن الوظيفة الشعرية ليست حكرا كلما تعلق هذا التحليل بنص شعري، علما الأجناس الأدبية والفنية والجمالية، ولكن ما من ظاهرة فنية إلا وتمتاز عن غيرها بومضات جاذبية لا ّم على هذه الظواهر الفنية كلها الالتئام، لأن كل واحدة ً ظاهرة موازية لها، الأمر الذي يحت تظفر بها كليا ً موقع جنس آخر، ولا أن ً شعريا ُ َمْوقع جنسا ً ً مكملا للأخرى، فأنت لا تستطيع أن ت منها لا تشكل إلا جزءا ُ َمْوضع قصة مكان رواية، ولا أن تضع هذه الأجناس الأدبية مكان أعمال فنية وجمالية أخرى، منها ما ت ً لا يتحقق أصلا باللغة الصوتية، ولا العلامات اللسانية، ولذلك كنا أشرنا، مثلما أشار غيرنا، إلى أن هذه َ َّسر بسواها، ّ الوظائف الست، لا تغطي وظائف لا حصر لها في اللغة، بل ما يفسر بإحداها يمكن أن يُف وهذا ما سبق لجاكبسون أن اعترف به، وهو يتحدث عن الوظيفة الشعرية: "هذه الوظيفة لا يمكن أن ُ العامة للغة"، ومقابل هذا "ومن جهة أخرى، فإن َ تكون مدروسة بفائدة إذا ما غ َر َب عن بالنا المسائل ً، بعين الاعتبار الوظيفة الشعرية". ً ّ للغة يستدعي منا أن نأخذ، جديا ً تحليلا دقيق
1 place centrale de Ben Aknoun - Alger