يحتوي هذا الكتاب في جانبه النظري على أهم المفاهيم المرتبطة بالسير النفسي، بالصدمة النفسية وعمل الحداد. كما يتطرق إلى مظاهرها في الاختبارات الاسقاطية الأساسية: الرورشاخ وتفهم الموضوع. اختبرت هذه المفاهيم في تطبيقها على مجموعة من ضحايا الإرهاب في فحوص فردية قصد تقييم الوزن الحالي للتجربة المؤلمة المعاشة. بينت النتائج الكمية علامات شفافة لهذا العنف الانساني الحاد، بعد سنوات من مرور الحادثة المأساوية.
ويحتوي هذا الكتاب على أربعة عشر نموذجا عياديا: 5 أطفال في مرحلة الكمون لم يتعرضو لعنف إرهابي، يسمحون على الأقل بمعرفة مميزات السير النفسي للطفل "العادي" ومظاهره في هذه الاختبارات.
5 حالات لأطفال تعرضوا للعنف الإرهابي وإلى فقدان شخص عزيز، تسمح بمعرفة تسجيل هذه التجربة في اقتصادهم النفسي العام، ومقارنتهم بأقرانهم من نفس السن.
4 حالات لمراهقات تعرضن للعنف الإرهابي، تسمح بمعرفة مميزات تسجيل هذه التجربة في هذه المرحلة الخاصة.
يسمح هذا الكتاب بالفهم العلمي لظاهرة العنف الانساني البشع، والمساهمة في إنارة الصدمة النفسية وعملية الحداد بوسائل خاصة. كما يساهم في بناء القوانين النفسية ومظاهرها في هذه الاختبارات ارتكازا على أفراد عايشوا تجربة عنف إنسانية مميزة. ويلقي الضوء على شكل شهادة حية لمأساة مرت بها الجزائر والجزائريين، ويعيشها في الواقع الإنسان في كل زمان ومكان. يعتبر هذا العمل العلمي الثنائي في حد ذاته تغلب الفكر ونزوات الحياة على الحقد ونزوات الموت.
